أحيا الشاعر محمد محمود محمد أحمد أمسية شعرية مساء اليوم الخميس بمقر بيت الشعر – نواكشوط، وذلك وسط حضور عدد هام من الشعراء والمثقفين.
وبدأ ولد محمد أحمد تقديم تجربته للجمهور الموريتاني من خلال إنشاده عدة قصائد من شعره، من بينها قصيدته "أرجوك"، التي يقول في مطلعها:
أرجوك أرجوك لا تستوضح السببا
فالجبن خامر في أعماقنا الأدبا
لم يترك الغرب شيئا نستظل به
إلا وهيج منه البؤس والكربا
هناك يأكلنا قدسا ويأكلنا
هنا عراقا هنا حمصا هنا حلبا
مطاردون بلا ذنب ولا جرم
ومذنبون إذا ما طائر نعبا
إلى أن يقول:
خبئ سؤالك عن عين الزمان ولا
تثق بدهرك سكيرا ومضطربا
تخشى علي من الموت المقدس قل
ما قيمة العيش منهوبا ومستلبا
فالأكل والشرب أقصى ما تحاوله
هل تحسب المجد مطروحا لمن رغبا؟
دون المرام سكاكين مضرجة
بالعابرين على أوجاعهم لعبا.
كما أنشد قصيدته "ركام"، التي يقول في مطلعها:
ركام من اللاشيء يجتاحني دهرا
ويوسعني حزنا ويشبعني وزرا
كئيب الخطى أمشي إلى غير وجهة
تطاردني ذكرى وتنهشني أخرى
كطفل غدا يرنو لفجر مورق
يعانق فيه الحلم نشوته الكبرى
يرى في نحول الوقت نصف إجابة
ونصف سؤال في الخواطر يستشرى
كما أنشد قصيدته "أسرار البدايات"، التي يقول في مطلعها:
إني أفتش عن سر البدايات
وعن خروجي إلى الدنيا وعن ذاتي
وعن سطور بها سلمى مطوقة
وعن دروب بها أولى مسيراتي
وعن شظايا بريق كنت أحسبه
سيصقل النفس من آثار أناتي
أفتش الآن عن شيء يفسره
بعد الأحبة أو بعد المسافات
قد جئت من سدرة التفتيش ملتحفا
ثوبا من الشهد ثوبا من حكاياتي
إلى أن يقول فيها:
خلعت للدهر قمصاني؛ ليعلن أن
براءة الذئب بعض من براءاتي.
وأنشد أيضا قصيدته "على خطى البردوني"، التي يقول في مطلعها:
عروبة اليوم تبكي في فيافيها
مشلولة النصف لا فجر يناديها
تحبو على الشوك والرمضاء تحضنها
من كل صوب ولا نفس تواسيها.
وقبل بداية النشاط وبعده ألقى العديد من الشعراء الحاضرين بناء على طلبهم دعما للقضية الفلسطينية ورفضا لجرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الرافض للتخلي عن أرضه ومقدساته، وكان الأستاذ رائد الشعر الحديث محمدن إشدو أول من افتتح هذا الإلقاء.
مدير بيت شعر نواكشوط الأستاذ الدكتور عبد الله السيد وجه بهذه المناسبة تحيته للفلسطينيين، مشيدا بالهبة التضامنية للموريتانيين دعما لقضية العرب الأولى ومؤازرة لصمود الشعب الفلسطيني، مبينا أن هذه الهبة التي شملت وحدة الموقف الوطني والمسارعة بفتح حملة التبرعات للفلسطينيين، تدفع إلى شكر السلطات العليا في البلد، وتقدير موقفها في مباركة هذا الإجماع الوطني المؤازر لبيت المقدس وللمرابطين به وبأكنافه.