محمد محمود ودادي في "تجارب مثمرة"

نظم بيت الشعر_ نواكشوط مساء اليوم الخميس، ندوة فكرية في إطار برنامجه الفصلي "تجارب مثمرة"، استضافت الوزير- الدبلوماسي السابق، والكاتب محمد محمود ودادي.

في بدابة الندوة رحب الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر بالضيف الكريم، وقدم الندوة قبل أن يتيح المجال لتقديم السيرة الذاتية للكاتب الدبلوماسي من أجل إضاءة جوانب من حياته الثرية بالعلم والتعلم، والمناصب التي تقلدها مديرا وسفيرا ووزيرا، ولقاءاته مع ملوك ورؤساء العالم، إضافة إلى أهم مؤلفاته.

وقد بدأ المحاضر بشكر بيت الشعر على الدور البارز الذي يضطلع به في الساحة الأدبية والثقافية الموريتانية، ثم خلص إلى الحديث عن طفولته في مرتفعات تكانت؛ حيث العزلة عن أخبار العالم، وأحوال دوله وثقافات شعوبه، وعرج على تجربته الدراسية في معهد بوتلميت حيث بدأ يتعرف على العالم وكوّن صداقاتٍ ومعارف كان لها الأثر الإيجابي في مسيرتيه الشخصية والمهنية.

ثم فتح ولد ودادي صندوق ذكرياته مع الإذاعة، منذ أول مرة سمع فيها عن ذلك الصندوق السحري إلى أن تحولت الإذاعة إلى حلم، ثم تحول الحلم إلى التحاق رسمي بالمؤسسة التي تدرج فيها من صحفي متدرب إلى رئيس تحرير إلى مدير عام... وكانت الذكريات المتعلقة بالإذاعة كثيرة ومتشعبة وذات شجون، حيث كانت الإذاعة بالنسبة له مدرسة تعلم منها الكثير، وفيها ترك بصات مشهودة في تكوين جيل من الإعلاميين والشعراء والكتاب، ومن خلال العمل فيها أتقن اللغة الفرنسية.

وفي نطاق تجربته المثمرة تكلم عن بدايات مدنية نواكشوط والخطوات الأولى لتأسيس الدولة الموريتانية، وأعطى مساحة كبيرة في هذا الصدد للحديث عن جيل التأسيس، وعن التضحيات والجهود التي بذلوها لتأسيس دولة نعيش الآن تحت ظلالها.

بعد الحديث عن عتبة التأسيس تجاوز المحاضر إلى الإجابة عن سؤال حول عتبة التأليف والترجمة، معترفا أن تجربته في الإذاعة كانت السبب الأول في تأليفه الكتب لاحقا، حيث كان يكتب أكثر من مائة صفحة يوميا، وهو ما جعل الكتابة بالنسبة له تشبه الإدمان لفرط تعلقه بها، فغدت سهلة وسلسلة وفعلا روتينيا في حياته.

قاده الحديث لاحقا عن جهوده في حفظ اللغة العربية وتراكيبها؛ خصوصا في التداول الإعلامي للمفردات الفصيحة.

وخلص إلى توجيه الناشئة للاهتمام بالمسلكيات المدنية التي يراها غائبة لدى سكان المدينة في الوقت الحالي بينما كانت شيئا طبيعيا لدى سكان نواكشوط الوليدة قبل ستين عاما من الآن.

ثم كان ختام ندوة "تجارب مثمرة" التي تداخلت فيها التجربة الذاتية للوزير السابق محمد محمود ودادي مع تجربة ميلاد الدولة الموريتانية، وكان حديثا ممتعا عبَر دروب الثقافة والكتابة والدبلوماسية والإعلام والفكر.

ونبه الكاتب محمد محمود ودادي إلى ضرورة القراءة والكتابة، وترشيد الوقت والإمكانيات، والاعتناء باللغة.

وقد تميزت الندوة بحضور جمهور كبير ضم شخصيات أدبية وفكرية وإعلامية مميزة.

وقد أهدى المحاضر مجموعة من مؤلفاته إلى مكتبة بيت الشعر.