أحيا الشاعران محمد إمام ومحمد سعيد الرباني أمسية شعرية مساء اليوم (الخميس) في "بيت الشعر - نواكشوط"؛ ضمن سلسلة فعاليات البيت الموسومة بـ"تراتيل الأصيل".
وجرى تنظيم الأمسية، التي تم بثها مباشرة على وساط التواصل الاجتماعي، وسط اتباع التعليمات الصحية المتخذة من السلطات الصحية الموريتانية لمواجهة الموجة الثالثة من وباء "كورونا"، التي تجتاح البلاد حاليا؛ حيث جرت العادة أن يقوم البيت بتوزيع الكمامات، والمعقمات على الحاضرين، مع التزام التباعد الاجتماعي.
ويواصل بيت شعر نواكشوط أماسيه الإبداعية استجابة لرغبة الجمهور والشعراء والمثقفين خلال هذه الفترة التي تفرض فيها الظروف على البشرية ترفيع العطاء الثقافي بكل أشكاله، ضمن مقاومة الجائحة، ورفعا للروح المعنوية.
وبدأت الأمسية مع الشاعر محمد إمام، الذي قدم للحضور تجربته الشعرية، من خلال قراءة في دواوينه: "أشعار" و"وحي الفجر"، و"أنخاب الأصائل".
الشاعر ولد إمام أنشد أولا قصيدته "جذور"، التي يقول مطلعها:
اقرأْ على هذي الديار سلاما
والراحلينَ أصادقاً وندامى
لما غدوتِ لكلّ عشقٍ قِبلةً
نَصّبْتِني للعاشقينَ إماما
إنَّا بنو ذي الأرض، أصلُ أديمِها
متجذِّرونَ وعاشقونَ قدامى.
وقرأ قصيدته "أمجادنا"، ومطلعها:
نُقاتلُ مُذْ جئنَا على العُـسرِ واليُـسرِ
فلَمْ يَبْقَ رُكنٌ لا دِماءَ به تجري!
وتاريخُنا حربٌ تدورُ فما أتى
علينا بدون الحربِ حينٌ من الدهرِ
يُصَلِّي لأجل السِّلْم بعضٌ وفيهمُ
مِن القتل آثارٌ ومن طابَع الغدرِ
فمَنْ لي برُكنٍ طاهرٍ من دمائنا
لعَلّي أصلي للسلامِ على طهرِ.
كما قرأ قصيدته " جناح الشوق"، التي يقول في مطلعها:
سَلْ جَناحَ الشّوقِ ماذا أقْعَدَكْ
عَنْ مُحِبٍ كَلَّ عَمَّا عَوَّدَكْ؟
طالَما قَرَّبَكَ الفِكْرُ وإنْ
يَكُن البُعْدُ مِراراً أبْعَدَكْ
إنْ يَكُنْ صَلَّاكَ بالشوقِ لَظىً
وبماءِ العِشْقِ فيها عَمَّدَكْ
فَلَقدْ مَرَّتْ لَيالٍ بَعْدها
في جِنانِ الخُلْدِ مَعْهُ خَلَّدَكْ
وتَعاطَيْتَ وإياهُ الهوى
فَتَذَكَّرْ.. واعْتَرِفْ.. ما أعْنَدَكْ!
لا تَخَفْ ظُلْماً وجَوْراً في الهوى
كلما أسْعَدْتَ قَلْباً أسْعَدَكْ.
بدوره قدم الشاعر محمد سعيد الرباني قراءة في تجربته الشعرية، تركزت على ديوانه "همس العيون"، وبدأها بإنشاد قصيدته "مرايا الشوق"، التي يقول في مطلعها:
قامت تودعني والبين قد أزفا
والقلب من وجع التحنان قد نزفا
قالت إلى اين؟ هل تمضي وتتركنا؟
لم الجفاء؟ ألا يكفيك ما سلفا؟
فقلت كيف؟ وهل يسطيع هجركمُ
من ذاق طعم الهوى من وجنتيك شفا؟
ات تنكر العين رؤيا من تقر به
ولا الفؤاد سيسلو حب من ألفا
مثلي ومثلك أرواح مجندة
من بعضها خلقت مذ خلقت نطفا.
أنا وأنت تعاويذ وأحجية
قد تاه في كنهها من كان قد غرفا.
كما أنشد قصيدته "كأس المحبة"، التي يقول مطلعها:
يطرب القلب عندما تذكرينا
عند ذكراكِ أستعيدُ سنينا
قد سكبنا كأس المحبةِ فيها
وشربنا من نبعها وارتوينا
واختلسنا من عمرنا لحظات
واختلينا بحبنا وانتخينا
وذكرنا غرامنا كل يوم
وافرقنا على الهوى والتقينا.
وأنشد أيضا قصيدته "تغريد""، والتي يقول مطلعها:
يا من شربت الهوى من جنتيك ظلا
ألا تكفين عن هجر الحبيب ألا؟
قد طفت سبعا على الديار ألثمها
ورحت أندب من آثارك الطللا
يا من شدوت بها في القلب أغنية
ومن نقشت على جدرانه حللا
الورد خدك أني رحت أقطفه
يحمرُّ وجهك من فرط الحيا خجلا
لما عشقتك لم أخش الصدود ولم
أخش الحسود ولد أحفلْ بمن عذلا
إذا رأيتك يا حبي ويا أملي
فلست أملك لا قولا ولا عملا.