خَيلُ المَغُولِ عَلى أَبوابِ أندَلسِي
قدْ حَمحَمتْ؛فتَداعَت للهَوى فَرسِي..
هَٰذا الصَهيلُ عَلى الأَبوابِ يُوقظُها
فتَستَفيقُ مِن الأَوهامِ والهَوسِ..
كَانتْ..عَلى بُعد أَحلاَمٍ وَ أُغنِيةٍ
مِن الغِيابِ؛ عَلى غيمٍ مِن العَسسِ
كمْ! ذَا عبَرتُ بهَا أسوارَ مَهلكةٍ
حَتَّى نجَوتُ بلاَ دِرعٍ وَ لاَ تُرسِ
وَ عدتُ مِن هَولِ ذاكَ الغَزوِ فِي جَذلٍ
لِي ذِكرَياتِي؛وَ لِي نَصرِي؛وَ لِي قبَسِي!
وَ الشمسُ تَرسمُ فِي الأصقَاعِ بَسمتَها
تُقهقِهُ الريحُ وَ النَاياتُ فِي عُرسِي..
/////
وَ أندَلسِي..
كَاللَيالِي الجَميلةِ
ظِلٌّ تَداعَى مَع الغَجرِ الذَاهبِينَ
إِلَى آخرِ الجُرحِ..
خَوفًا مِن الخَوفِ
مِن شَهقاتِ الحَنينْ!
وَ أندَلسِي..
ظِلٌّ تدَاعَى عَلى شَاطئٍ
مِن كُسوفِ الكسُوفْ؛
قَمرٌ ليسَ يَطلعُ
إلاَّ...لِيبكِي حِدادًا علَى قبرِ غَرنَاطةٍ
قبرِ غَرناطةٍ
فوقَ هٰذا الرَصيفْ
قبرِ غَرناطةٍ
"قبرِ حَربٍ" -وَ سِلمٍ- بِقفرٍ
حَمحمَتْ حَولَه فَرسِي
قبرُ غَرناطةٍ
قُربَ قبرِ "طُليطِلة"
فوقَ هٰذا الرَصيفِ "بِقفرٍ"
وَ أَندَلسِي..
شَامةٌ فَوقَ خدِّ الضَياعِ
وَ "عِقدٌ فَريدٌ" بِجيد الضَياعْ!
وَ أنَدلُسِي..
ذِكرَياتُ ابنِ خَلدونَ فِي المُبتدَى وَ الخَبرْ!
وَ خاتِمةٌ للعِبرْ!!
وَ أشعارُ وَلاَّدة وَ ابنِ زَيدونَ
غَيمٌ مِن السِحرِ وَ الأسرِ..
كانَ ابنُ عَبَّاد فيهَا أَميرًا
وَ ها هُوَّ..
هَا هوَّ فِي غَيِّباتِ الضَياع أَسيرَا!
وَ أندَلسِي..
فوقَ هٰذا الرَصيفِ المُسيَّجِ
بِالعَابرِينَ إلَى الغَيبِ
نايٌ تَكسَّرَ
فوقَ أنامِلِ زِريابَ
صَارت لَهُ أنـَّةٌ تشبُهُ النَوحَ
هٰذا البُكاءُ الوُقوفُ عَلى بابِها يَشتَهينِي
فَـأبكِي حِدادًا..
عَلى القمَر الضَائعِ بينَ المُدنْ!
وَ أندلُسِي..
صوتُ فَاتنةٍ فِي مَهبِّ الحَنينِ
وَ رقصةِ بَالِيهْ
رَاقصةٌ تمدُّ أظَافرَها
لِتقطِف نجمَ الحُضورِ
وَ تَمشي فوقَ رُؤوسِ أصَابعِها
تعبرُ الذكرَياتِ إليّْ!
إلَى..
عَالَم المَاوَراءْ!
وَ أندلُسِي..
حَلبةٌ لصِراعِ القَديمِ القدِيمِ
الجَديدِ
الجدِيدِ القَديمْ!!"