"أدمغة الحلاج" خليل بوبكر /// قصيدة نثر

بوخزِ السُّؤالِ
في جسد الحياةِ
تمتص شفاهُ الأرضِ كلَّ تأويلٍ 
بلَّلَتْهُ احتمالاتُ السماء
ولأنَّ الروحَّ
محضُ اقتباسٍ
أدلىَ به العائدون من فكرة الموت
تتظاهر الأدمغة
بطرق البابِ الفلسفي
للمدينة الشاعرة 
نكايةً بالقصيدة الفاضلة.
صداعٌ جماعيٌ بالوقتِ
يقشِّرُ أزرارَ الحكايةِ 
و يُرطبَّ باللحظِِ نسبيةِ الأشياء
أنا لم أسرق النار يا زيوس
استعرتُ عود ثقابٍ فقط
وانطفأ معاتباً كالأُنثى
لأني لم أحتضنه بكلتا يدي.
الريح تلقي تحت بابي كل يوم 
لحوم الكثير من الشعراء..
لكن نثريتي نبتةٌ من القاتْ تيـنعُ 
كلما تساقطَ سعاةُ بريد السماء
وأينما أسدلتْ ضفائرها
صـَلْعنَهاَ شرطيُ الأصالةِ
بحجة أنها استوطنتْ
شارعاً رسميا في اللغة
ليتَ اللغة بلداً!
وَلْتَتوقَفْ الأرصفةُ عن السُّكرِ
من قنينة الغرقِ.. 
فالعصفورانِ في أَخِيلةِ الحلاَّجْ
يتنادمان مُِلوحةَ اللاَّوعيِ 
بِالچيتارْ
كلاهما ينتف ريش الآخر بمنقاره
ولمَّا انتهتْ حربُ الملامح 
خسرا جناحيهما 
وتظاهرا بالطيران 
في السماء الملبَّدةِ بالمحو والشَّطبِ.
صاروا كلمَا تكحَّلتْ غيمةٌ
طَلَـوْا  بِـلُعابِها أظافر اللغة 
وجرحوا التاريخَ في خصيتيه!
مكتفيانِ بمراقبةِ 
العصافيرِ التي تبتدعُ ِطرقَ أبوابَ السماءْ 
وبينما الملائكة يتحققون
من بصمة المغفرة 
بكى عصفورٌ لأنه حلقَّ بجناحٍ 
عليه بصمة الذنب القابِلي.