"لغة القرآن والبيان" /// أ. محمد سالم عمر

اللغة العربية هي إحدى اللغات السامية وأكثرها انتشارا وأفصحها وأعذبها وأجملها وأوفرها وأبلغها...بل إنها من أقدم اللغات وأعظمها وأجلها وأكثرها ثباتا...
إجتباها الله تعالى فأنزل بها كتابه العزيز ومدحها وأثنى عليها ونوه ببيانها..
تكفل الله بحفظها حين تكفل بحفظ القرآن وأوجب تعلمها حتى تعرف معاني ودلاﻻت آي الذكر الحكيم،
فكيف لا نهتم بها ؟ولماذا نقدم عليها غيرها من لغات العالم ونرميها بهتانا بعدم القدرة على مسايرة العلوم وعجزهاعن التعبير عنها؟
إن عدم اهتمامنا بالفصحى ليدل على تضييعنا لهويتنا ومبادئ أمتنا وتعاليم خالقنا وهو سبب ضعفنا وهواننا وقلة حيلتنا...
أما ادعاؤنا عدم قدرتها على التعبير عن مستجدات العصر وكنوز العلم والمعرفة فباطل، نرد عليه بأن لغة وسعت القرآن لا يمكن أن تعجز عن وصف آلة أوتقديم نظرية أو تبيين حكم علمي ،بل إن الكثير منا ﻻيدرك أن هذه اللغة هي أكثر اللغات قدرة على احتضان العلم والتعبير عنه بجلاء، وذلك بسبب ثباتها وعدم تغير دلاﻻت ألفاظها وهي مسألة ﻻتوفرها لغة غير لغة الضاد.
فلو عدنا إلى نص كتب بإحدى اللغات اللاتنية قبل عقد من الزمن لوجدنا أن مفرداته تغيرت شحناتها الدﻻلية ولم يعد باﻹمكان فهمه على مراد كاتبه إﻻ بالرجوع إلى القواميس المعاصرة له.
أما النصوص العربية فتظل دلاﻻتها واضحة مهما تقادم عهدها.
غير أن ﻻ خوف على الفصحى من توانينا عن تعلمها وإهمالنا لها وعدم اهتمامنا بها، وإنما الخوف علينا نحن بدليل قوله تعالى:"إن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم ﻻ يكونوا أمثالكم" فهذي محاظرنا تعج باﻷفارقة واﻵسيويين واﻷربيين والامريكيين يبتغون تعلم العربية ويحرصون عليه، وهذي مراكز تعلمها تنتشر بوتيرة جد متسارعة في أمريكا وأوربا وغيرها من بقاع الدنيا.
غريب أن ﻻنقبل على تعلم العربية وهي مفتاح كنوز القرآن وآلية فهمه وتدبر معانيه، كما أنها لغة من رضي الله عنهم ورضوا عنه،فأدخلهم الجنة، فإياك أن يراك الله وأنت ﻻتبالي بها أو تحبذ عنها غيرها فيشملك بسخطه وغضبه فتهلك.