مَا كُنْتُ آتِي هُنا وَحْدِي، وَ لا كُنْتَا
الكَوْنُ: أنتَ أنا، معا، أنا أَنْتَا
جِئْنا إِلَيْه،ِ ولمْ نَحْفَلْ بِقِلّةِ ما
نَسْطِيعُ؛ إذْ نَتَحَدّى الجُهْدَ و الوَقْتَا
كُنّا نُرابِطُ مِثْلَ الأرْضِ.. نَنْتَظِرُ الْمُصْطافَ حِينَ نُحِسُّ جَفْوَةَ المَشْتَى
الله، نَعْرِفُهُ فِينَا وَ نَعْبُدُهُ؛
أنّا نُتَرْجِمُ فِينَا الحُبَّ، لا الْمَقْتَا
(إِنْجِيلُنَا) الدّفْءُ.. ما اكْتَظّتْ مَشاعِرُنا
بِهِ، وَ(قُرْآنُنَا) الْمُحْيِي بِنَا المَوْتَا
نَأْوِي، وَ سَلّتُنَا حُبْلَى بَساطَتُها
بِالحَمْدِ.. لا خُبْزَ فِيها بَعْدُ، لا زَيْتَا
كم هالَنا مَنْظَرُ الأشياءِ، مَلمَسُها
وكُلما ازْدَدْتَ في تَفسيرِها احتَرْتا
ما زادَ منْ لُغَةِ الأشياءِ مُصْطلحًا
ومَا تَمَخّضَ عنْ تمييزِنا الصّوْتا
ما الصّبحُ يُركِضُ في عَيْنيّ منْ فَرَحٍ
لمّا ظننتكَ عنْدَ النوْمِ قدْ مِتّا
كانت جِهاتُ المَدى إذْ ذاكَ أربعةٌ
لمْ نختَرِعْ جِهتيْ: الفوقَ والتّحتَا
مَعًا نُعَبّدُ دَرْبًا لِلْحَياة
ِ وَ كانَتْ كُلُّ أحْلامِنا في حِينِها أعْتَى
كانَ التّحَدِّي بأنْ نَبْقَى، وَ قُوَّتُنَا
أنَّا جَمِيعًا نُلاقِي خَصْمَنَا الشّتّى
إِزَاءَ تَجْرِبَة كانَتْ بِدايَتُنَا،
صَمْتٌ..وَ دَهْشَةُ كَوْنٍ تَمْلَؤُ الصّمْتَا
نُفْضِي إِلى الطّينِ؛ لا جِلْدٌ يُدَثّرُنَا
عَنْهُ، وَ لَسْنَا نُرِيدُ غَيْرَهُ.. حَتّى!!
كَأَنّمَا المَاءُ قَدْ أَلْقَى لَنَا نَسَبًا
فِي الْكائِناتِ، فَلَمْ نَعْدِمْ أَخًا، أُخْتَا
طَبيعِيانِ تَمامًا.. لا عِدائِيَةٌ
بِنا، ولَا نَعْرِف الإسْرافَ والكَبْتَا
نَنْمُو مَعَ الشَّتْلِ، يُحْيِي الغَيْمُ مَيّتَنَا
و الرِّيحُ.. تُوغِلُ فِي أرْواحِنا نَحْتَا
نَسْري مَعَ النّهْرِ، والأمْواجُ عاتِيَةٌ
لكنّها -أَبَدا- لا تَسْحَق النّبْتَا
اعْتَدَتَ ما اعْتَدْتُ مِنْ صَبْري و مِنْ أَلَمي
وَ اعْتَدْتُ مِنْ رَغْبَةِ التّمْكِينِ ما اعْتَدْتَا
والآن كيفَ احْتَوَى غَدْرٌ بَراءَتَنا؟
واغْتالَ في دَمِنَا نَقَاءَنا البَحْتَا؟!
وَ كانَ يَجْدُرُ أنْ نَحْمِي نُبُوؤَتََنَا
إذا كَفَرْتُ بِما تُمْلِيهِ.. آَمَنْتَا
تَدْري؟ يَلِيقُ بِنا جِدّا تَكَامُلُنَا
حَدَّ التَّوَارُثِ في الأَحْياءِ .. والْمَوْتَى!
فَكَيْفَ نُغْلِقُ بَابًا فِي ضَمَائِرِنا
يُفْضِي إلَيْكَ -الْأَنا- يا نِصْفَيَ -الْأَنْتَا-؟!