قُلْ لَي
عَلامَ تُرَى تُطِلُّ الشُّرْفَةُ
ولِأَجْلِ مَنْ سَفَحَتْ شَذَاهَا الوَرْدَةُ ؟
وَاشْرَحْ
فُصُولَ الحِسِّ حِينَ تمرُّ فِي
مِعْرَاجِهَا تَذْرُو الرَّبِيعَ الضِّحْكَةُ
قُلْ لِي
أَحَقًّا لَا إِليْنَا نَنْتَمِي
مَا رتّلتْنَا في الذُّهُولِ كَمَنْجَةُ
مَا أَوَّلَتْ
حُلُمَ الحَيَاةِ لَنَا عَلَى
جَذْبٍ بِحَانَاتِ المدينةِ خَمْرَةُ ؟
أَوْ قُلْ
بِأَنْكِيدُو .. تُغَنِّي ظِلَّهُ
الأَدْغَالُ كَيْفَ اخْضَرَّتِ البَشَرِيَّةُ ؟
أَمْ أَنَّهُ
خَسِرَ الحَيَاةَ غِوَايَةً
أَمْ أَنَّهُ مَا أَيْقَظَتْهُ الفِتْنَةُ ؟
عَلَّ الذِينَ
تَنَسَّكُوا كَذَبُوا وَهُمْ
يَشْدُونَ فِي القُبُلاتِ تَغْفُو القِبْلَةُ !
لِلآنَ
يَهْمِسُ فِي دَمِي الحَّلاجِ مُذْ
فِي الرِّيحِ مِنْ دَمِهِ تَعَرَّتْ قَطْرَةُ
فَنَمَتْ
عَلَيْهَا وَالزَّمَانُ مَفَازَةٌ
عَدَمِيّّةٌ مِلْءَ التصحُّرِ كَعْبَةُ
لِلآنِ
فِيَّ " التُّرْجُمَانَ " مُعَتِّقًا
وَ"الشَّيْخُ .. " فِي بَرْدِ الليَالِي جَذْوَةُ
لِأَرَى
هُنَالِكَ فِي مَدَى الطِّينِ الذِي
مَا أَوْرَثَتْهُ الكُرْهَ يَوْمًا طَعْنَةُ
فَهُنَاكَ
مَا صَرَمَتْ عُرىً لَكِنَّهَا
فَتَلَتْ عُرىً بَعْدَ اصْفِرَارٍ دَمْعَةُ
فَالطِّينُ
لَمْ تُرْضِعْهُ ثَمَّةَ قَسْوَةٌ
دَمَوِيَّةٌ.. بل عَمَّدَتْهُ مَحَبَّةُ
فَعَلَى
اخْتِلافَاتِ الظِّلالِ تَلُفُّنَا
بِرِدَائها المَائِيَّ ثَمَّةَ وِحْدَةُ
فَاصْرُخْ
بِآخَرِكَ الظَّلامِيّ ابْتَعِدْ
حَتَّى تُمِيطَ وِشَاحَهَا الأُغْنِيَّةُ
أَذِّنْ
بِنَاياتِ الأَرِيجِ أَنَايَ فِي
قَلْبِي الوَرَى .. كُلُّ الوَرَى لِي أُمَّةُ
وَارْكُضْ
نَقَاءً فِي سَمَاوَاتِ الحَشَا
كَيْ لَا تَغُورَ مِنَ البِحَارِ الزُّرْقَةُ
محمد محمود الساسي