في بيت شعر نواكشوط: تراتيل شعرية تعبق بهموم الإنسان والوطن

نظم بيت الشعر - نواكشوط بمقره اليوم الخميس أمسية شعرية، شارك فيها الشاعران محمد محمود محمذن ومحمد محمد المختار، وأدارتها الشاعرة رحيق محمد؛ وذلك بحضور جمهور نوعي، ومع توخي الإجراءات التي تفرضها الجائحة.

وفي مستهل الأمسية ذكر الشاعر محمد إدوم المنسق الثقافي لبيت الشعر بموعد الدورة التكوينية التي سيقيمها بيت الشعر في الأسبوع الأخير من الشهر القادم، وبآخر أجل لاستقبال الدواوين الشعرية التي يريد أصحابها تقديمها للنشر هذه السنة.

بعد ذلك قدمت الشاعرة رحيق محمد شاعري الأمسية تقديما شعريا، لتفتح المجال لهما للإلقاء.

وقد قرأ محمد محمد المختار نصوصا بدأها بقصيدته "تطواف ميمون" وفيها يقول:

لازالَ ذِكركِ من دفءٍ وتلحينِ

ذاك المُوشى بسحرٍ غيرِ مأمونِ

لا زالَ يَزْهُرُ في ليل تَقاسمهُ

حزن ُ"امرئ القيسِ "أو تطْوافُ "ميمونِ"

مشرقًا في عُبابِ العمر يمخرُهُ

وتائِهًا في مَداءاتِ التلاوينِ

يحدِثُ الكون عن كابوسِ محنتهِ

وعن رؤاهُ وأسرابِ الشياطينِ

كما قرأ قصيدته "تأوهاتٌ مَقدِسِية " وفيها يقول:

غادرت عُمري، والشجون عواتي

فبمن ألوذ إذا طغت حسراتي؟

القدس تصرخ من تطاول صمتنا:

وا نجدتاه، فمن يجيب شكاتي؟

كما قرأ قصيدته "اغْضَبْ" وفيها يقول:

اغْضبْ فِيُمْنُكَ موقوف على الغضبِ

واجْرُفْ بِسيْلِك أطوادًا من الرِّهَبِ

"قوافلُ النور" ضَلّتْ دربها عبثًا

وسامها الضّيْم بغيًا مُدمِنُو السَّلَبِ

اغضبْ ; فَفَجْرُكَ "مَوْتُور" ومسْتلب

وحِنْطَةُ اليوم لا تُغنِي من السّغَبِ

بدوره فقد قرأ الشاعر محمد محمود نصوصا شعرية منها:

قصيدته:"نبوءة كف" التي يقول فيها:

لا تحزني!! إما قرأتُ الكفَّ..

ذي: مجموعة

من هامشِ الآراءِ!

فأنا أرى!

في الكفَّ ما لا ينتهي

سأغوص دوما في غد الشعراء

إني أرى!

في الكـــف حبا خالدًا

وهُدايَ فـيهِ مأبدا

وشَــقائـي

أني أرى في الكفِّ

كل قصائدي

ومواهبي و قناعتي..

أصدائي..

وأراك تغتسلين بالماضي،

فيغْـرقُ بالأسى المسكوبِ لون الماءِ

ومن قصيدته "دومينوز" يقول:

الوقتُ

يشرحُ ما بنا من دهشةٍ

و الشعر

يصلبُ لحظةَ الحلاج!

منفى العيون

جزيرة محظورةٌ

زريابُ يفضحُ جرأة الحجاجِ!

اللحنُ يرقصُ في تفاصيلي

و في

حدقِ العيونِ يضجُّ لونُ زجاجي!

أمشي على نغمِ اللقاءِ محاولاً

تلوينَ ضحكاتِ

الجنون

العاجي!

وفي قصيدته "ملعقة الشك" يقول:

بعيدًا بعيدًا عن

الهمس في داخلي

و نأيا عن السربِ

لنشربَ كل ظلال العلومِ و نشقى

و نولدَ في ألفِ ظامٍ

يراودني في المحالِ المحالُ انتباها إليكِ

يجرحني فورا ضجيجُ التناسقِ في المفرداتِ

ومرحلةٌ من ضياعِ الكلام!

وفي قصيدته "عـكـسَ الاتجاه" يقول:

الشعر ينضجُ في أكوابكِ الجُددِ

كالذكرياتِ تثير

الهم في خلدي

واخترتُ نسلكِ

في الألحاظ مدرسة

تشفي الأراجيحَ

من هولِ المدى الأبدي

أسائل الغيمَ عن تفعيلة شردت

فذبتُ شوقا

إلى موالها الشردِ.