لم أنْجُ؛
لم تكنِ المسافة بلسماً،
كان القطارُ مُحايداً حدَّ الخيانةِ
والمقاعِدُ شاغرَهْ.
ممشوقةَ الأردافِ يكفي فتنةً
هذي القصيدةُ حائرَهْ،
لم أنجُ سيدتي..
لم أنجُ! دونَ مُكابرَهْ..
خَدَعوكِ؛
إذْ خدعوا مزاجِي، بلْ مزاجَ الأُحْجِياتِ، وأوغلوا في الأمنياتِ الكاذباتِ
لمَحْتُنِي أخْفي عنِ العنقاءِ كومَ رمادِها، كيْلا تعودَ مجدداً،
أوْ أنْ تعودَ - إذا تعودُ - خفيفةَ التركيزِ عندَ البَعْثِ؛
أفتعلُ الحياةَ لكيْ يَمُدََ الغُولُ كلَّ رؤوسِه
آنَ اقترابِ الموتِ.
أنا قد أموت بخُدعةٍ، أو فجوةٍ فيما تُزامِنُهُ المسافةُ والمسافةُ
قيلَ: أزمنةُ المسافةِ ماكرَهْ،
أو أكتفي برَصَاصَةٍ في الشوقِ تُطلَقُ غادرَهْ.
بِلقيسةَ الساقينِ عرشُكِ باردٌ
منذ اقتبستِ شَبيهَهُ، ورحلتِ خلفَ نُبُوءةٍ مَضْمونةٍ؛
هذا أنا، ومدينةٌ تشتاقُ عطركِ وانسكابَكِ في الشغافِ نَبيةً.
لهْفي عَلى سَبَإٍ،
لهفي على ولعي بها...
متشابهانِ
إذا انْتَشَى صرْحُ القَواريرِ المُمَرَّدِ
مَسَّنا حزنٌ يُلوِّنُهُ الخيالُ
فنَنتشِي..
هذا كلامٌ واضحٌ لا لبسَ فيهِ..
شهيةَ النهدينِ والأنفاسِ قصرُكِ مُقْفِرٌ
هزَّتْ دعائمَهُ وشايَةُ هُدْهُدٍ.
سَبَـأٌ بكاملِ خَيْلِها وشُموسِها
لا روحَ فيها،
روحُها في القُدسِ منذُ رسالةٍ مختومةٍ، ومَشورَةٍ..
لا تجْرحي شَبَقَ القصيدةِ
داعبي أزْرارَها حتى الدُّوار ِ
وراقصيها سافرَةْ
هذي القصيدةُ فاجرَةْ
شِعْرِيَّةَ العينينِ حسْبُكِ أننا مُتعادلانِ؟
أنا انغرستُ على مسامِكِ ناهِرًا منْ قدْ يَمُرُّ:
أنا هنا!
فالزَمْ حُدودكَ، واصْطَلِ النارَ المُريبَةَ قافِلاً
أدْري ستأخذُكِ الحكايةُ مرةً ضِدِّي،
تُؤلِّبُكِ المسافةُ،
يختفي صوتي،
سيحتفلونَ بالجاني،
وتكتحلينَ لي:
تلكَ الطقوسُ كَسيحةٌ،
وَثنَيَّةٌ..
تلك الطقوسُ مُعادَةٌ يا سادتي!
متعادلانِ إذن؟
وأنتِ تركتِ في قلبي الجريحِ مفازةً و قنابلاً،
ورَدَمتِ آبار الطريقِ،
زرعتِ ألغامًا،
وضَيَّعْتِ الخريطةَ في متاهةِ قريةٍ مهجورةٍ ومحاصرَهْ
حاولنَ أن يعبرنَ، فابتسمَ العبورُ ومدَّ ـ كيْ يغتظنَ ـ نصفَ لسانِهِ..
ما زالَ ظِلي مُؤمنا بالشَّمْسِ
لكنَّ الطريق إلى الحقيقةِ كافرَهْ
سَرْدِيَّةَ الشفتينِ هلْ لكِ رِدَّةٌ،
هذي القصيدةُ شاعرَهْ
في جُعْبَتي طلبٌ صغيرٌ ساذجٌ:
رُشِّي نذورَكِ في المدائنِ حاشرينَ، ورَتِّبِي أنثَى تنوءُ بسحرها وبكيدها!
أتمانعينَ؟
أريدُها أنثى على قدرِ انثيالِكِ واختياركِ،
عَلِّميها أن تَكُونَكِ في اصطيادِ خَبِيئَتِي
في الصمتِ،
في ورَعِ القَوامِ المستفزِّ اللايقاوم،
في مشيئةِ أُصْبُعينِ يُكاتبانِ ويرسمانِ ويَسْكرانِ
ويُسْكرانِ منافذَ الإغواءِ،
في نزقِ الشفاهِ،
براءةِالعينينِ قبلَ هُبوبِها
فيما تبوحُ بهِ يدانِ لخاصرَهْ.
في السُّرَّةِ الخرساءِ ملْءَ جُموحِها،
في الهمهماتِ السََادراتِ، وفي الكلامِ المستقيمِ بلا قواعدَ؛
علميها كيفَ تسقطُ نشوةٌ، فتعيدُها للرُّفِ كاملةَ الجنونِ محاصرَهْ؛
بل علميها كيفَ تهْطُلُ غيمتينِ.. سحابتين، فغيمتينِ سحابتينِ، ولا تكفُّ عنِ اقترافِ التمتماتِ الماطرَهْ.
وإذا اسْتَتَمَّتْ علميها أن تكون جميلةً بِمَنامَةٍ مثقوبةٍ
وتَسَاقطٍ للشَّعرِ قد يبدو على أنثى سواها سَيِّئاً؛
وأنيقةً بسوارِ جِلدٍ يسْتَجِمُّ بمِعْصَمٍ مُتوَهِّجٍ بالشمسِ
ما بعد الظهيرَةِ؛
علميها حينَ تضحكُ أن تكونَ غبيةً وشقيةً
ومثيرةً
ومغامِرَهْ.
زُفِّي لها جَسَدي النَّحيلَ،
وجُثةَ القلبِ المحنَّطِ في تَوابيتِ القنوطِ،
وذاكرَهْ.