" مقامُ الوقتِ.." // شعر عثمان بون عمر لي

وأظن أني قد رأيتك بُرهة
لكنْ أعود إلى مداي محدِّقا
 
وإلى عمى لما تكابده اللغات
نطاقه عمق البصيرة أشرق
 
وأظن أني ذقت خمرتك العصية
غير أني ـ في النهاية ـ
لم أذقها مطلقا
 
هل كان وهما في احتدام مشاعري
أو كان كرما في الدماء تعتق
 
أو كلما حاولت صمتا خانني
وجرى (جلال) في اللسان و(هرطق)
 
محراب تأويل تدرج في النزول
تلوت آيات المصاعد فارتقى..
 
الوقت في نار الحقيقة
قال لي: ..
ونسيت ..
تحرق قال
أو لن تحرق
 
حاولت أن أجري بكل مواهبي
كانت خطاي إليك ترسم خندقا
 
 
كان الوصول مدينة أخرى
وكان الدرب من فرط المسافة مرهقا
 
هذا شراع التيه يعرف وجهتي
كم علمته الريح
أن يتمزق
 
عجبا لموال اشتياق منهكٍ
كيف استطاع الباب ألا يُطرق
 
كل المواسم تنقضي
وتَجيء..
موسمك الفريد هو الذي لا ينتقى
 
كل الدروب تصوفت لكنها
لم تلق إلا غربة وتفرُّقا
 
يا أيها الموعود أذن في دمي
عل الجنون المحض أن يتدفق
 
البوصلات لعلها أن تهتدي

فالاحتمال يضج في هذا المقا..