نظم بيت الشعر نواكشوط مساء اليوم الخميس 25 نوفمبر 2021 أمسية شعرية لتخليد الذكرى الحادية والستين لعيد استقلال موريتانيا، وذلك وسط حضور معتبر للمثقفين والشعراء.
وقدم الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر في كلمة له بالمناسبة تهانئه لموريتانيا قيادة وحكومة وشعبا. كما هنأ الشعراء والأدباء والمثقفين الموريتانيين. وقد جاء في كلمته: إن بيت شعر نواكشوط يحتفي مع الموريتانيين بهذه الذكرى السعيدة، وذلك عبر أمسية شعرية تعكس دور الشعر والشعراء الموريتانيين في تخليد حدث الاستقلال وتعميقه في النفوس، مضيفا أن الشعراء الموريتانيين واكبوا هذا الحدث على مر الأعوام بقصائدهم المحفزة من جهة على تثمين هذا الحدث التاريخي، والداعية من جهة أخرى إلى مواكبة قاطرة تنمية البلد ونشر الوعي الثقافي والمدني.، وأضاف أنه لولا الشعر واللغة العربية والثقافة عموما اما اقتنع المستعمر بالخروج من الوطن؛ فالثقافة واللغة والدين كانت الصخرة التي تحطمت عليها نبال المستعمر فاقتنع لأن استعماره لن يدوم وبأن هذا المجتمع لا بد له من الاستقلال.
وعن الإلقاءات الشعرية التي تفاعل معها الجمهور بحماس حيث عبرت عن رؤية الشاعرين لحب الوطن والتعلق به فقد افتتحت مع الشاعر كمال الدين الحسن الذي قرأ قصيدته "الأرض" والتي جاء فيها:
عظيم على الأرض انحباس يمسّها
وقد أنبتت أحشاؤها من يحسّها
وفي حاجب الشّمس انغراس شروقها
وفي القلق المجروح يوغِلُ حدسُها
على كاهيلها الدهر شابت صنوفه
ومن شفتيْها تلثم السّحر إنسُها
بلادٌ إذا جفّت يداها تخصّبَتْ
حقولا نواصيها وأينع رأسها
وإن هيَ ما مَدّت إلى الأفق كفّها
تهاطلتِ الأنواءُ وابتلّ حسّها
مُوزّعةً في الشّاعرين قصيدة
يصيغونها أيّانَ تُشرِق نفسُها
تموّج في خوْضِ الحروبِ عصيّها
ويبقى مَهولا أن يُقطّرَ بأسُها
عظيم على شنقيط خلْع ملامحٍ
تَزيّنُ بالمَجْدِ المُنقّح لَبْسُها
تباركْتِ من أمّ تجودُ بنسلِها
ليورقَ صحراء المفازاتِ غرْسُها
وفي مداخلته الشعرية ألقى الشاعر سيدي مامدو سوخونا نصوصا شعرية من بينها قصيدته " الحلم المنشود" والتي جاء فيها:
غرست فوق ثراكِ اليابس العدسا
وجُبْت صحراءه أستبعد اليبسا
أيا بلادي التي ينتابني دمها
وحبها قد رسا في القلب وانغرسا
أنجبتِ من رحم الصحراء أَخيلةً
تهدي المسامع شعرا رائقا سلسا
وتُنشِد الكبد الحرى مواجعها
فيبسم الوجه طلقا بعدما عبسا
وفي ثراك أجِلاَّءٌ لنا قبس
ويحملون لنا القنديل والقبسا
لا غربة في دمي مذ ضمني وطني
وأستريح إذا في مسمعي همسا
أبقى أصون شذاها دونما كلل
ولا أخاف بها خدشا ولا دنسا.
كما تعاقب على منصة الإلقاء بعد الشاعرين كل من الشعراء محمد المامون محمد، مالعينين لديب، بشار كباد.