وسط حضور رسمي وثقافي وإعلامي وجماهيري كبير، انطلقت صباح اليوم الثلاثاء بقصر المؤتمرات في العاصمة نواكشوط، فعاليات الدورة السابعة من "مهرجان نواكشوط للشعر العربي"، التي تستمر ثلاثة أيام (21-22-23 فبراير 2022)، ويشارك فيها 20 مبدعا من موريتانيا والسينغال ومالي وغامبيا والمغرب والجزائر.
وأعلن معالي وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان الأستاذ المختار ولد داهي افتتاحَ المهرجان الذي ينظمه بيت شعر نواكشوط، منوها إلى أنّ بيت الشعر هو أحد تجليات وإشراقات التعاون الثقافي بين موريتانيا ودولة الإمارات العربية المتحدة ضمن مسارات تعاون عديدة تجمع البلدين الشقيقين يقدره الموريتانيون ويفخرون به ، إذ بات بيتُ الشعر عنوان تعاون يشكل امتدادا لسفارات ثقافية ناجحة اضطلعتْ بها أجيال من العلماء والقضاة والشعراء و الإعلاميين الشناقطة في بلدهم الثاني الإمارات؛ حيث وجدوا الدفء والتقدير والمحبة الصادقة، فشكلوا امتدادا للصورة الثقافية التي عُرفت بها هذه البلاد عبر تاريخها.
مؤكدا سعي القطاع المكلف بالثقافة إلى تنشيط المشهد الثقافي بالبلد عبر عديد البرامج و الآليات، والتعويل كبير على الاتحادين الأدبيين اللذين تم تجديدُ الهيئات المشرفة عليهما مؤخرا، وعلى كافة المنابر الثقافية والأدبية والتى من أكثرها نشاطا بيت الشعر الذى ينظم هذا المهرجان، فله وافر الشكر و العرفان.
ثم ختم الوزير قائلا: إن عَهْدنا لكم باسم قطاع الثقافة أيها الحضور الكريم أن نظل أوفياء مثلكم للإبداع والمبدعين، وأن نكرم الإبداع و الإبداع الثقافي خصوصا، فإذا كانت هذه البلاد – كما أقول دائما – هبة المحظرة، فإن المحظرة هي من رعت الشعر وتعهدته حتى صار علما على هذه البلاد وأهلها.
كما تحدث سعادة عبد الله بن محمد سالم العويس رئيس دائرة الثقافة بحكومة الشارقة مؤكدا على أهمية هذا الحدث الذي يأتي متوجا لجهود بيت الشعر الذي انتظمت أنشطته وأمسياته الشعريه ولقاءاته الأدبيه خلال العام، حتى أصبح بمثابة واحة للشعراء في موريتانيا، ووصل صداه إلى الدول المجاورة، مواصلا إشعاعه الثقافي؛ متمثلا في العدد الكبير من الشعراء الذين أثروا البيت بالشعر والإبداع والخيال والجمال.
منوها بأن هذا البهاء والعطاء، يؤكد استمرار مسيرته الأدبية النبيلة، مجدداً دعوته للشعراء للمساهمة في إحياء أمسياته الشعرية، ولقاءاته الأدبية المتنوعه، مكملا الأدوار التي تقوم بها بيوت الشعر في الوطن العربي، في ظل تعاون بناء مع وزارة الثقافة والشباب والعلاقات مع البرلمان.
كما شكر الجهات المعنية بالثقافة في موريتانيا على ما تبديه من تجاوب دائم للمبادرات الثقافية، مقرئاً تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلسِ الأعلى للاتحاد حاكمِ الشارقة.
وكان الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر نواكشوط قد افتتح المداخلات بكلمة ترحيبية، أكد فيها على أن مبادرة صاحب السمو تحظى بالترحيب والاحتضان اللائقين في موريتانيا أرض الشعر واللغة؛ فكان احتضان السلطات لها كبيرا، وترحيب الجمهور بها مؤذنا بتفتق المواهب الكثيرة إلى جانب تلك التي كانت معروفة، وظل إشعاعها منيرا منذ انطلاقتها في الثالث من سبتمبر سنة 2015 حتى يومنا هذا؛ وما كان لها فعلا أن تنجح لولا الدعم والتقدير اللذان تلقيناهما ونتلقاهما من سلطات بلدنا دون استثناء؛ وهو ما يجعلنا نتقدم لهذه السلطات وعلى رأسها فخامة رئيس الجمهورية بجزيل الشكر والتقدير.
مؤكدا على أهمية الدعم والمساعدة من طرف وزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان التي تحرص على مواكبة أنشطة بيت الشعر، وتذليل كل الصعاب أمامه، كما نوه ولد السيد على أنه منذ النسخة الماضية لهذا المهرجان الذي أصبح ميقاتا ثابتا ومثابة يؤمها المبدعون والمتشوقون إلى جديد الإبداع، حيث انفتح بيت الشعرـ نواكشوط على شعراء من دول الجوار تعزيزا لعرى التواصل، ومدا لجسور الأخوة عن طريق الشعر والثقافة، إذ تتشرف هذه النسخة بشعراء وكتاب من أوطاننا الأخرى: السنغال ومالي والمغرب وغامبيا والجزائر، فشكرا لهم على قبول الدعوة، وتجشم عناء السفر للقاء إخوتهم في الكلمة والاهتمام واللغة إسهاما في مزيد من التقارب بين شعوب جمعتها الأرض والدين واللغة، ومن حقها أن تتواصل أكثر خدمة للإنسان ونمائه.
كما شكر ولد السيد دائرة الثقافة بحكومة الشارقة وخصوصا رئيسها سعادة عبد الله محمد سالم لعويس و وفدها الرفيع الأستاذ محمد القصير مدير الشؤون الثقافية، والشاعر محمد عبد الله البريكي مدير بيت الشعر بالشارقة والأخ عمران السويدي.
وتتميز هذه النسخة بتكريم ثلاثة من مبدعي البلد أسهموا، ويسهمون، في إثراء الشعر العربي، وخدمة لغته وهم العالم الشاعر محمد محمود (ممود) بلبلاه، والرئيس الشاعر عبد الله السالم المعلى، والشاعر الكاتب الشيخ نوح،
و أعلن عن صدور دواوين: مسافر في اقتباس الضوء للشاعر حمن يوسف، والتفاحة الزرقاء للشاعر صلاح الدين الخو، ومالم يقله ناي للشاعر العباس محمد أحمد بده، وتراتيل النبض للشاعر محمد محمود الساسي، وشذى الأسماء للشاعر المختار أحمدو أد.
هذا وقد شهدت فعاليات افتتاح المهرجان حفلا موسيقيا وفلكلوريا أدته فرقة الفنانة لبابة بنت الميداح والموسيقار عماد الدين الدبش؛ وعرضَ فيلم وثائقي رصد أهم أنشطة بيت الشعر خلال العام المنصرم.