ندوة نقدية عن "النقد الأدبي في موريتانيا" في ثالث أيام مهرجان نواكشوط للشعر العربي.

تميزت الفعالية الصباحية لليوم الثالث من الدورة السابعة من "مهرجان نواكشوط للشعر العربي"، بتنظيم ندوة نقدية عن "النقد الأدبي في موريتانيا: قضاياه وإجراءاته" أدارها الدكتور الشيخ سيدي عبد الله، وحاضر فيها أربعة محاضرين هم: د. فاطمة عبد الوهاب، د. أحمد أبو بكر، د. محمد محمود الزبير، د. أحمدو آكاه، بالإضافة إلى المقررين د. ابوه بلبلاه و أ. فاضل غي. 
وقد سلطت الندوة  الضوء من زوايا متعددة على تاريخ النقد الأدبي قديما وحديثا للنص الشعري في موريتانيا وإشكالاته.
فقد تناولت الدكتورة فاطمة بنت عبد الوهاب ضمن ورقتها التي بعنوان: "الوعي النقدي في في شروح الشناقطة للشعر (قراءة أولية في المربي على صلاة ربي)" حيث تحدثت عن اشتغال الشناقطة منذ بواكير نهضتهم الأدبية بالشعر العربي تذوقا وشرحا وتعليقا. وجاء في مداخلتها : "وقد وجهت هذا الاشتغال أهداف مختلفة دينية وعلمية وتربوية وجمالية... 
وبغض النظر عن الأسباب والمرامي التي دفعت هذا الشارح أو ذاك إلى التصدي لشرح قصيدة أو ديوان بعينه، فقد خلف مشغل الشرح ركاما من النصوص متنوعة الأحجام والرؤى والأدوات ومدونات الاشتغال." وأضافت: "تستهدف محاولتنا هذه تلمس مظاهر الوعي النقدي في هذه الشروح من خلال إثارات سريعة، منطلقة من نموذج محمد اليدالي باعتباره عينة مكينة في محليتها (نصا وشرحا).

أما الأستاذ الدكتور أحمد أبوبكر  فقد استعرض بحثه الذي تناول غياب الحديث أو البحث في نقد الشعر العربي القديم عند الموريتانيين.
 حيث عرض بحثا في هذا السياق تطرق فيه إلى أهم النصوص والدواوين الشعرية القديمة التي كانت منتشرة في المجال الموريتاني؛ بالإضافة إلى نماذج كثُرت شروح الموريتانيين لها وهي: لامية العرب، قصيدة بانت سعاد، ديوان الستة الجاهليين، ديوان غيلان، كما تطرق إلى بعض شروح الشواهد في إطار حديثه عن الإسهامات النحوية لدى الشناقطة في نقد الشعر. وختم محاضرته بذكر نماذج نقدية من الشروح الموريتانية للشعر وفيها وقع الاختيار على ثلاث عينات: العينة الأولى من إحقاق الحق لمحمد محمود ولد التلاميد، والعينة الثانية من الشرح الكبير للحارث على ديوان الستة الجاهليين، والعينة الثالثة من كتاب عقل الشوارد لمحمد بن الغزالي.

بعد ذلك استمع الحضور إلى د. محمد محمود الزبير الذي قدم محاضرة بعنوان : "النقد وقضاياه عند الشناقطة في القرون 12- 13- 14هـ" حيث ناقش فيها موضوعا من مواضيع الثقافة الشنقيطية القديمة يتمثل  في الخطاب النقدي، فنتساءل عن إشكال النشأة وقضايا المرجعية، وأخيرا قضايا نقدية واكبت فترة الوفرة في الإنتاج الأدبي. 
وفي سياق تطرقه إلى موضوع النقد في موريتانيا رأى الدكتور أن الدخول إليه لا بد له من خطة بحثية تتوخى الإثارة والسؤال حول : 
نقد الشعر والسياق الثقافي القدي؛  وكذلك البحث حول أهم روافد النقد الأدبي عند الشناقطة؛ ثم  القضايا النقدية التي أثيرت إشكالاتها عندهم. 
وقد تناولت المحاضرة ذلك من خلال بعض مؤلفات الشناقطة في البلاغة والنقد والعروض، ألفت كلها في القرون 12-13-14 للهجرة. 

وكانت آخر المحاضرات ضمن الندوة مع الدكتور أحمدو آكاه الذي أخذت محاضرته منحى البحث في النقد الحديث حيث كانت بعنوان " النقد الأدبي الحديث في موريتانيا: القضايا والإجراءات من خلال كتاب الشعر الشنقيطي في القرن الثالث عشر للعلامة الدكتور جمال ولد الحسن نموذجا. 
وقد أثار خلال محاضرته جملة من القضايا سواء على مستوى التنظير أو على مستوى التطبيق، من خلال بعض المقاربات النقدية التي أسهمت في تطوير المناهج النقدية وتطبيقها عمليا على الأعمال الأدبية الموريتانية وغيرها، ومن بين تلك الأعمال  النقد الغربي والنقد العربي: نصوص متقاطعة، للأستاذ الدكتور محمد ولد بوعليبه، والنقد الأدبي في موريتانيا المناهج والقضايا، نقد الشعر نموذجا، للأستاذ الدكتور محمد الحسن ولد محمد المصطفى، وإسهامات الأستاذ الدكتور محمدو الناجي ولد محمد أحمد، والشعـر الموريتـاني الحديث 1970- 1995  للأستاذة الدكتورة بات بنت البراء، والشعر الشنقيطي من القرن 12هـ إلى القرن: 13هـ المرجع والبنية، للأستاذ الدكتور عبدالله ولد السيد...

واختتمت فعاليات الندوة بمداخلات المقررين د. ابوه بلبلاه و أ. فاضل غي  اللذين استعرضا على عجالة خلاصة البحوث التي تم تقديمها خلال الندوة؛ من خلال التركيز على أهم الإشكالات التي أثيرت والقضايا التي تمت دراستها.
ليتجه الجمهور بعد ذلك إلى حفل التوقيع الذي نظم على هامش الندوة لديوان " تراتيل النبض" للشاعر محمد محمود الساسي، الذي صدر لهذا العام ضمن مجموعة من الدواوين عن دائرة الثقافة بحكومة الشارقة.