في تراتيل بيت الشعر طالبان جامعيان يلهبان حماس الجمهور

نظم بيت الشعر ـ نواكشوط مساء اليوم الخميس 02 يونيو 2022، بقاعته الكبرى أمسية شعرية في إطار برنامجه "تراتيل الأصيل" استضاف فيها الشاعرين الشابين سيدي محمد أبو بكر و محمد مولود أحمد؛ متيحا لهما فرصة تقديم تجربتيهما الشعريتين أمام عشاق الشعر.
بدأت الأمسية الشعرية بكلمة لمدير بيت الشعر رحب خلالها بالجمهور الحاضر، وقال إن من بين أهداف بيت الشعر خدمة الشعراء ماديا ومعنويا،  ومساعدتهم حتى يحققوا طموحاتهم الشعرية، ويصلوا إلى المكانة الأدبية التي يستحقونها، منبها إلى أن القضايا الاجتماعية والأدبية التي يحملها الشعراء، ويعانون في حملها تدفعهم إلى البوح ، مهما كانت الظروف.
لذلك نفهم حضور شاعرين شابين طالبين للبوح في هذه الفترة التي تمثل ذروة ضغط الامتحانات. ونبه إلى أنه لا يستغرب أن يكون أحد الشعراء من قسم اللغة الفرنسية أو الإنجليزية أو الصينية، غو أن يكون من طلاب كلية العلوم والتقنيات أو الطب؛ لأن الشعر سمة الفتوة والنبوغ، ورمز الاهتمام بقضايا الإنسان والأمم 
بعد ذلك تعاقب على منصة الإلقاء الشاعران الضيفان لإمتاع الجمهور بما جادت به قريحة كل واحد منهما.
وكانت البداية مع الشاعر سيدي محمد أبو بكر، المولود بمدينة كرمسين في ديسمبر 1993، و هو طالب في قسم الدراسات الفرنسية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وحاصل على المركز الأول في مسابقة "شاعر التوحيد" هذا العام. وقد قرأ ثلاث قصائد من إبداعه، منها "قدر الحبيبين"، "التابوت" و"الإفريقي" التي يقول فيها:
حملت للفجر إفريقيتي فصفا
قد يحمل المتنبي الكبر والصلفا 
ناديت باريس من عيني مؤذنها
ونغمة الوتر الباكي بها أسفا 
خلفي المحابر والأوراق غارقة
والمضحكات وقلبي بعدما ارتجفا 
والشاديات وأنغام ودندنة
هي الغمام الذي في عينها وقفا
ما يسكب الغيم من حريتي ورق
من الخرافات مجهول وإن عرفا 
أبحرت من نغمات أشعلت بفمي
نار الطفولة والبدر الذي خسفا
يؤذن الموت في نبضي وفي نفسي
أنا المقاتل سيفي من يدي انتصفا 
سافرت حيث تذوب الشمس لا قلق
في الثلج.. أندلسي يحمل الخزفا 
يلوح وجه عراقي تلهفه
مقهى وندماه إعصاران قد عصفا 
حلت مواثيقها الدنيا وعقدتها
وطوقت غدرها الجافي بما نسفا 
من ألف عام وأيامي مبعثرة
أصداغها فلماذا ليلها ائتلفا 
تفنى حياتي وجسمي لا أصدقها
من ذا يصدق كذابا إذا حلفا
بعد ذلك صعد منبر الإلقاء الشاعر محمد مولود أحمدّو المولود بـ"تكند" في أغسطس سنة 2001، وهو طالب بقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وشارك في عدة مسابقات أدبية من أهمها مسابقة "شاعر الرسول".. وقرأ هو الآخر من ديوان مجموعة قصائد من بينها "تجاعيد أحلامي"، "ورد إلى حوض الهوى" و "نزاع مع الحرف":
دَعِي حُروفي إلى عينيكِ تَستبقُ
ياسَكرَةَ البَوحِ ...إني كِدتُ أَختَنِقُ
وَ عَلِّليني فإنّي أشتهِي وَطَناً
 مِنَ الدُّموعِ إِذا مَا اجْتاحَنِي الغَرَقُ
قد كنتُ أُمسِكُ في عيني مَدامعَها
حتّى تَهَيَّجَتِ الأمواجُ وَ الحَدَقُ
وَ صارَ حرفي متى ما تُذكَرِينَ هَمى 
 مِن ضِفّةِ الرُّوحِ كالأموجِ يَنْدَفِقُ
إلى متى سَيَظَلُّ الحرفُ ينزعني!!؟
وَ الحَرفُ قد باتَ في عينيكِ يَعْتَلِقُ
نازعْتُهُ فَغَدا مثلي يُنازِعُني 
كما تَنازَعَني عَن طَيفِكِ الشَّفَقُ
تَهَشَّمَ الحرفُ في حَلقِي وفي شَفَتي 
 كأنّهُ -ومعاذ الله- يَحْترِقُ
وها أنا من هَجيجِ الصَّمتِ أَسْكُبُ مِنْ
 عَيني دَماً من غدير الرُّوحِ ينْهَرِقُ!
وَ بِتُّ أسْأَلُ نَفْسي حائِرا قَلِقاً
أَنّى' وَ هَلْ يَنفَدُ الإبحارُ والقَلَقُ!!؟
وهَل أَعيشُ وَهذا الحرفُ أَرْهَقَني 
أَمْ هَلْ أموتُ و يَبقى الحَرفُ يرتزقُ!؟
وتميزت الأمسية بحضور كبير من الشعراء والأدباء والصحافة والأساتذة الجامعيين وعشاق القصيدة  وجمهور بيت الشعر المعتاد.