د. أحمد دوله و" تجاربه المثمرة" في بيت الشعرـ نواكشوط

نظم بيت الشعر ـ نواكشوط مساء اليوم الخميس، 06 أكتوبر 2022 جلسة نقاش مفتوح في إطار برنامجه "تجارب مثمرة"، استضافت الدكتور والأستاذ الجامعي نائب رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، أحمد دوله محمد الأمين المهدي. 
في بداية الندوة رحب الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر  بالضيف الكريم، مشيرا إلى أن برنامج "تجارب مثمرة" هو نافذة يفتحها بيت الشعر فصليا من أجل مد جسور الحوار بين مختلف الأجيال الثقافية، من خلال استضافة الشخصيات العلمية والأدبية التي أثرت بإسهاماتها المشهد الثقافي. 
وقبل أن يتيح عبد الله السيد المجال للضيف، استعرض جزءا من سيرته الذاتية الزاخرة، من أجل  إضاءة جوانب من حياته الثرية بالتعلم والتعليم، والمناصب التي تقلدها خدمة للوطن وللأمة، إضافة إلى أهم مؤلفاته في مجال اللغة والأدب.  

وقد بدأ الدكتور أحمد دوله مداخلته بشكر بيت الشعر على الدور البارز الذي يضطلع به في الساحة الأدبية والثقافية الموريتانية، مثمنا المشروع الكبير الذي يرعاه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة للنهوض بالثقافة والآداب العربية والجهود القيمة في تكوين الإنسان التي مثلتها مبادراته الرائدة في إنشاء بيوت الشعر وتأسيس المعجم التاريخي، إضافة لكثير من البرامج التي أولاها عناية خاصة. ثم الدكتور أحمد دوله بعد ذلك إلى الحديث عن بدايات رحلته العلمية التي انطلقت من المحاظر الشنقيطية حيث تلقى في بواكير طفولته القرآن الكريم ودرس المتون الفقهية والنصوص اللغوية المقررة في النحو والصرف والبلاغة. ليحصل بذلك رصيدا معرفيا مكنه من ولوج التعليم العصري، الذي ترقى في مدارجه صُعدا حتى نال شهادة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها 2013 من جامعة محمد الخامس بالرباط، وقبل ذلك شهادة الماجستير في النحو والصرف من جامعة أم القرى بمكة المكرمة 1992، والمتريز في اللغة العربية وآدابها من جامعة الملك عبد العزيز في جدة 1984. وخلال التعرض لمسيرته في رحلة الطلب والبحث العلمي سواء في الوطن أو ما كان منها في الغربة ، استدعى عددا من المواقف والقصص التي كان لها الأثر البارز في تكوينه. 
وفي نطاق تجربته المثمرة تكلم الدكتور أحمد دوله  عن إنجازاته المعتبرة وجهوده في خدمة اللغة العربية على الصعيدين النظري والعملي. ففي الجانب النظري أثرى الدكتور المكتبات بمجموعة من البحوث العلمية التي تناولت إسهامات شعراء وعلماء مبرزين، مثل عمله حول  " الجهود اللغوية للشيخ محمد محمود التلاميد، والمعارضات في شعر ابن الطلبة، وكذلك بحثه الموسوم ب "ابن رازكة أبو الشعر الموريتاني".
وفي الجانب العملي تحدث - إضافة إلى تاريخه الطويل في تدريس الأدب واللغة- عن عمله كمراجع لغوي ورئيس إحدى لجان تحرير المعجم التاريخي للغة العربية التابع لاتحاد المجامع اللغوية الذي يموله ويشرف عليه مجمع اللغة العربية بالشارقة. 
ثم كان ختام ندوة  "تجارب مثمرة" التي تداخلت فيها التجربة الذاتية للدكتور أحمد دوله مع تجربة البحث العلمي وخدمة اللغة العربية، وكان حديثا ممتعا عبَر دروب الثقافة والكتابة والفكر. ثم أنهى مداخلته بالخلاصات المركزة التي استطاع أن يصل إليها موجها الشباب بالاهتمام باللغة العربية وتراثها الثري باعتباره منجما خصبا للاكتشاف والإبداع، ومنبها إلى ضرورة القراءة والكتابة، وترشيد الوقت والإمكانيات.
وقد تميزت الندوة بحضور جمهور كبير  ضم شخصيات أدبية وفكرية وإعلامية مميزة.