نظم بيت الشعر نواكشوط مساء اليوم الأربعاء 02 نوفمبر 2022 أمسية شعرية، في إطار برنامجه "تراتيل الأصيل" الذي بات موعدا ينتظره متذوقو الشعر وعشاق الأدب، وسط حضور جماهري تألف من دكاترة وشعراء وأساتذة جامعيين وصحفيين وطلاب.
واستمع الحضور إلى القصائد التي ألقيت ضمن فعاليات هذه الأمسية من التراتيل التي خصصت للاحتفاء بالشاعر الجزائري د. طارق ثابت.
بدأت الأمسية مع كلمة لمدير بيت الشعر الدكتور عبد الله السيد عبر من خلالها عن ترحيب بيت الشعر بالشاعر طارق ثابت معتبرا أن البيت مفتوح أمام جميع الشعراء، وأن من أهداف مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة التي تأسست بموجبها بيوت الشعر التواصل بين الشعراء في الوطن العربي، ووقف مدير بيت الشعر في سياق كلمته عن العلاقات التاريخية بين المقاومة في موريتانيا والجزائر، كما عرج على الإشادة بالأدوار الثقافية والحضارية للمثقفين الجزائرين.
ثم بدأت المداخلات الشعرية مع الضيف الرئيسي الشاعر والدكتور طارق ثابت أستاذ الأدب العربي ورئيس قسم الفنون بكلية اللغة والأدب والفنون بجامعة باتنه ١ بالجزائر والذي شارك في عدة ملتقيات دولية ومؤتمرات ثقافية وندوات علمية، كما نشر عددا معتبرا من الدراسات والأبحاث والدواوين الشعرية، وتم تكريمه على عدة مستويات من أهمها جائزة رئيس الجمهورية الجزائرية، وجائزة الشارقة للمبدعين الشباب في مجال الشعر. و قد قرأ الشاعر على الجمهور قصائد متنوعة من نصوصه في مواضيع مختلفة احتفت بمعاني الحب والوطن والرفض والمقاومة، ومن بين النصوص التي ألقى نصا بعنوان " شهقة الانعتاق الأخيرة" :
وتظل تهرب من فمي كلماتي
وروائع النبض المذاب بذاتي
ويظل ينكسر الجمال بأضلعي
وأظل أنثر بعد اللقا عبراتي
ما عدت أهوى في النجوم بريقها!
ماذا أقول إذا بكت كلماتي!
ماذا أقول وكل ما أبغي انتهى
وتحطمت مثل الزجاج حياتي؟!
ما الحب؛ إن ما عاد في إشراقه
مجرى الوجود وقبسة الفلوات
ما الشعر؛ إن ما عاد في كلماته
حلم الورى وروائع القبسات
يا أيها الظمأ المسافر في دمي
يا حرقتي .. وجعي .. ويا أنَّاتي
ها أنت تعلم أن حلميَ باسل
وبسالتي من قمّة الأزمات
ونصا آخر بعنوان " أجنحة الرفض المطلق" :
قد صارت تُرهبني الكلماتْ ..
ترميني خلف دياجي الصمت المطبقِ ..
كالصلواتْ ..
تنفيني في وجع الأشباهِ ..
وتمضغني كفُتاتٍ من قاتْ ..
قد صرت الغارق وحدي ..
في بحر من نزواتْ
أقتات على ظلم القربى ..
وعلى حرف ..
قد باع قداستهُ،
هرباً من وجع الماضي ..
وفرارا من تأنيب الآت..
\\\
قد صار الحائط منفايَ ..
المأتم كل مساء أحظره ..
كي أبحث عن وجهي المفقود هنالك،
في الظلمات ..
أتمايل فوق بحار لا ترحمْ
أتساءل عن أزهار ..
ضاعت في الفلوات ..
أتساءل ..
ما جدوى الحب الموءود ..
على الطرقات ..
أتساءل ..
ما معنى أن يحيا الناس ..
بلا معنى .. وبلا ذات،
عن معنى خارطة ..
قد ضيعها جيلٌ ..
لا يفهم أن الكِلمةَ لا تكفي ..
كي تبنيَ وطناً
وقد شهدت الأمسية إلقاءات شعرية أخرى شارك فيها الشعراء القاضي محمد عينين وحمن يوسف ومحمد المامون محمد.
لتختتم فعاليات النشاط بتكريم الشاعر طارق ثابت من طرف بيت الشعرـ نواكشوط حيث سلمه التكريم الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر، وعبر الشاعر بالمناسبة عن امتنانه وفرحه بهذه التجربة وبالمشاركة في نشاط شعري بموريتانيا التي عرفت في الأوساط الثقافية ببلد المليون شاعر والتي يحرص الشاعر وهو يلقي فيها أن يراعيَ بعناية كلماته، فهو يلقي أمام جهابذة اللغة.