نظم المنتدى الموريتاني للأدب واللغة والثقافة مساء اليوم السبت 20 مايو 2023 ببيت الشعر نواكشوط ندوة ثقافية حول حضور "اللغة العربية في فرنسا...الجهود والآفاق".
وقد حاضر في الندوة الدكتور جوزيف ديشي، كما عقب على محاضرته الدكتور محمد الرباني، فيما أدار الجلسة الدكتور عبد الله السيد رئيس المنتدى.
بدأت الندوة بكلمة تقديم مع الدكتور عبد الله السيد أطر من خلالها الجذور التاريخية والثقافية لعلاقة اللغة العربية بالمجال الفرنسي والثقافة في فرنسا، والتطورات التي شهدتها اللغة العربية في العصر الحديث مع حملة نابليون بونابرت، وتعرض السيد في مقدمته إلى تقديم السيرة العلمية والأكاديمية للمحاضر د. جوزيف ديشي الحاصل على الدكتوراه في اللغة العربية من جامعة ليون 2 في فرنسا 1990 والأستاذ في جامعة لومير ليون 2 كما يعمل أستاذا زائرا في الجامعة الكندية بدبي بكلية الاتصال والآداب والعلوم، والأمين العام للجنة المشتركة بين الجامعات للدراسات العربية.
وتطرق الدكتور جوزيف ديشي في محاضرته إلى مكانة اللغة العربية في الوسط الثقافي والمؤسسيّ الفرنسي، مشيرا إلى سياسات متباينة المد والجزر على الصعيد الرسميّ المعنيّ بالدراسات العربية، موضحا جملة من المشكلات تعترض اللغة العربية في فرنسا من بينها الالتفاف الحكومي على جدية تعليمها في المدارس، وأشار إلى أن أكثر من خمس ملايين مواطن فرنسيّ الجنسية يحتاجوت اللغة العربية، ولا تلبي المدارس الحكومية إلا حصصا متناثرة عكس مناطق ارتكاز المطالبين، وبين أن من ضمن المثقفين الكبار الفرنسيين من يؤيد بشدة تدريسها.
ليختم مداخلته بمقارنة حول وضعية اللغة العربية ضمن السباق اللغوي العالمي، داعيا إلى بذل المزيد من الجهود في سبيل تعزيز اللغة العربية.
وبعد محاضرة د. جوزيف تدخل الدكتور محمد الرباني الذي عبر عن اطلاعه على تجربة جوزيف في تعليم اللغة العربية والترجمة مبينا أهم نقاط التميز التي طبعت تجربته في الترجمة من خلال اشتغاله على ترجمة الشعر بأسلوب يحافظ على الإيقاع والجرس الشعري للنص المترجم.
وقد ختمت الندوة بمداخلات استعرضت عديد الإشكالات المتعلقة بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من خلال الأوساط التقليدية والوسائط الرقمية العصرية، وقد أثرى هذه الأسئلة جمهور من الدكاترة والأساتذة الجامعيين والباحثين.