بيت الشعر يعلن أسماء المكرمبين في النسخة الثانية من ملتقى الشارقة التكريمي

نظم بيت الشعر ـ نواكشوط مساء اليوم الخميس، فاتح يونيو 2023 أمسية شعرية في إطار سلسلة "تراتيل الأصيل"، استضاف لها الشاعرين إدوم بولمساك و محمد اليدالي امَّياه.
بدأت الأمسية بكلمة لمدير بيت الشعر، الدكتور عبد الله السيد، الذي استهل مداخلته  بالترحيب بالشاعرين الضيفين خصوصا، وجمهور بين الشعر الوفي بشكل عام؛ وأعلن عن قائمة المكرمين في ملتقى الشارقة للكريم الثقافي، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتنفيذ  دائرة الثقافة بحكومة الشارقة، وهو تكريم موجه  للأدباء والكتاب والشعراء الذين خدموا اللغة العربية عن طريق التأليف والنشر، وقد وقع الاختيار في هذه النسخة الثانية من الملتقى على كل من الأستاذ الوزير محمد محمود ودادي، والدكاترة أحمد امبيريك، باته البراء و محمدو احظانا. ودعا مدير بيت الشعر الجمهور إلى الحضور لهذه التظاهرة الثقافية التكريمية الكبيرة بقصر المؤتمرات يوم الأربعاء القادم، 07 يونيو 2023، الحادية عشر صباحا.
بعد ذلك دُعي إلى منبر الإلقاء، الشاعر إدوم بولمساك، وهو حاصل على الإجازة في الأدب العربي، وشهادة الماستر في الإعلام، يعمل مستشارا تربويا في وزارة التهذيب الوطني، صدر له  "حديث الهوى" وهو ديوان شعر من منشورات اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين. 
ألقى ولد بولمساك عدة قصائد من ديوانه ومن خارج الديوان، من بينها قصيدة "محاسن" التي يقول فيها:
کلفـت بهـا أحـببتهـا وعشـقتها 
لزمـت هواهـا وابتغيـت ابتغاءهـا 
إذا مـا دنت منـي أحـس بأنني
 سـعيد وأن النفس نالـت رجاءهـا 
وأني ملكت الكون أصبح في يدي 
هي الشمس تهدي للحياة ضياءها 
وإن بسمت عن ثغرها العذب أو بدا 
تنفست طيبـا فـي البلاد هواءهـا 
فيا ليتني أصبحت فارسها الذي 
به حلمت يومـا ولبَّى نـداءها 
محاسن يا أحلى المنى يا عزيزتي 
ويا نجمة في الحسن بذت سماءها 
وغفوة جفنيك  الوديعين في الدجى 
ويا ديمة في النهر تسكب ماءها 
ويـا كعبة الأرواح فـي صـلواتها 
لتغسل عنها الوزر ، تصفو صفاءها
أحسك في روحي وفي جسدي معا 
سكنت، فروحي فيك تنسى شقاءها 
ثم اعتلى منصة تراتيل الأصيل الشاعر محمد اليدالي امَّياه، الذي عمل سابقا في الصحافة والإعلام من بوابة الإذاعة، كما كان أستاذًا للرياضيات والفيزياء قبل أن يتقلد منصب مراقب خزينة عامة… وقد سافر بالجمهور بين نصوص شعرية متباينة ومختلفة إيقاعيا وزمنيا واختتم بنص "أبراج بليل الذات"، ومنه:
هذا الفضاء النرجسي مفخخ 
جعل الركون إلى التفاهة مغنما
كل العناوين التي يُبدي لنا
براقة تخفي رواقا معتما 
ومن السخافات استزاد مُفاخرا
لم يدرِ أي جريمة قد أجرما
لمعان هذا السرك محض غواية
خبث السراب إذا حسبت زلال ماء
يكفي المهرج أن ينال حظوظه
ويُري الرعاع دهاءه المتقدما
لكنما بيت الزجاج مصيره
إن يأبَ ساكنه السلام لَيُحْطَمَا
ما للأنانيين غير خيوطهم
من عنكبوت الوهم بيتا يُنتمى
شمس الحقيقة كاشف ضياؤها
بؤرَ الظلام إذا تحيط المعلما
ستظل تقرع كل باب موصد
كيما يعم النور قبوًا مظلما