الندوة الرابعة من مهرجان الأدب الموريتاني تناقش السرديات الغائبة في الرواية الموريتانية

انطلقت صباح اليوم الخميس،  14 من سبتمبر، بمقرّ بيت الشعر نواكشوط الجلسة الرابعة من مهرجان الأدب الموريتانيّ تحت عنوان "السرديات الغائبة في الرواية الموريتانية" وقد شهدت هذه الجلسة أربع مداخلات علمية مع دكاترة أساتذة جامعيّين ومختصّين في الأدب وهم: د. محمد تتاه ، د. محمد الأمين الشيخ أحمد،د. أحمدو لكبيد، أ. الحسن محمد محمود، كما أدلى بالشهادة تعقيبا على المحاضرين الكاتب الروائي  الشيخ نوح، فيما أدار الجلسة د. محمد الأمين الناتي.

في مستهلّ الجلسة رحّب الدكتور محمد الأمين الناتي بجمهور الأدب والمهتمّين به، متقدما بالشكر والعرفان لدائرة الثقافة بحكومة الشارقة على ما تبذله من جهود ثقافية وفكرية ودعم للمشاريع الحضارية الكبرى، كما شكر الدكاترة المحاضرين، وعن موضوع الندوة فقد أثار في مقدمته الإشكالات المتعلقة بالتعالق النصي والسياقي بين الرواية في موريتانيا ونظيراتها في الروايات العربية والعالمية. ليحيل الكلمة بعد ذلك إلى الدكتور محمد تتاه الذي قدم ورقة علمية حول خصوصية السرد الغائب في الرواية الموريتانية من موروث محلي ونصوص خلفية أثثت الروايات الموريتانية من خلال استثمار أشكال السرد التراث، متحدثا عن "التقاطع الموضوعاتي بين الرواية في موريتانيا وبين الرواية في السودان فيما يخص تمثل كل منهما لثقافة العمق الإفريقي".
في حين اختار المحاضر الثاني د. محمد الأمين الشيخ أحمد أن يتحدث عن شعرية التراث في الرواية الموريتانية محددا رواية البراني كأنموذج لدراسته حيث لاحظ "أن شاعرية استثمار التراث في هذه الرواية متمثل في الحضور اللافت للموسيقى الحسانية، وكذلك لمختلف عناصر الثقافة المحلية التي حضرت في الرواية بشكل كبير".
وقد تحدّث د. أحمدو لكبيد عن العلاقة بين السرد الحديث في موريتانيا والنص العربي القديم، معتبرا أن هذه العلاقة "تتجلى عبر الحوار مع السياقات المحلية والانطباع بسيمياء المجتمع الحديث"، مضيفا "أن هذا السرد كان مشدودا إلى حاضره، مما جعل تناصه مع النص العربي القديم محدودا ومقصورا على اللغة والأسماء واجتماعيات السياق التاريخي".
أمّا د. الحسن محمد محمود فقد كانت محاضرته حول السرد الحديث في موريتانيا والنص العربي الحديث، حيث أكد على أن " شكل فضاء الصحراء وتكثيف متخيله العجائبي الممتزج بأزمنة مختلفة داخل النص السردي الموريتاني شكل محطة بارزة سمت بالرواية الموريتانية" 
وفي سياق الإدلاء بالشهادات قدّم الروائي  الشيخ نوح مداخلة عن مستقبل السرد الموريتاني من خلال تجربته في الكتابة الروائية، معتبرا أنه "يمكن أن نميز ثلاثة اتجاهات في الرواية الموريتانية هي: الرواية التاريخية، وروايات الخيال العلمي، والرواية الممرتنة" بحسب تعبيره.
وقد ختمت فعاليات الندوة بمداخلات تعقبت ما أثاره المتدخلون وموجهة أسئلة متعلقة بإسهامات الرواية الموريتانية في نقل الحقيقة الثقافية والواقع الاجتماعي.