شاعران ينشدان للاستقلال والنضال في "تراتيل الأصيل"

نظّم بيت الشعر نواكشوط مساء اليوم الخميس 23 نوفمبر تشرين 2023 أمسية شعرية في إطار سلسلة "تراتيل الأصيل" التي تستقطب إلى منصّتها الشعراء والمبدعين الذين طوّروا النصّ الشعريّ بأساليب جديدة طالت مختلف الأغراض والموضوعات، والشعر التحرّريّ الوطنيّ أحد أبرز تلك الأغراض المستلهمة لوجدان الأمة والباعثة لروح الحرية والنضال.

وقد بدأت الأمسية بكلمة الافتتاح مع مدير بيت الشعر-نواكشوط الدكتور عبد الله السيد الذي رحّب بالحضور وشكر القائمين على صون مضامين الاستقلال المتمثلة في استلهام ذكراه المعبّرة ثقافيا، كما أعرب عن إحساسه بالظروف الإنسانية المأساوية التي يمر بها الأشقاء العرب في فلسطين الذين يواجهون أبشع آلات بطش الاحتلال وتصفيته، شاكرا القيادة الموريتانية على إلغاء مظاهر الاحتفال بالاستقلال لهذا العام تضامنا مع الأحداث التي تعيشها غزة، كما حثّ الشعراء والمثقفين على تمثّل القضايا المصيرية والمشتركة بإيمان وصبر.

بعد ذلك صعد إلى منصة الإلقاء الشاعر أعمر عبدي، وهو من مواليد1972 بمدينة العيون، وبها أكمل تعليمه الابتدائي والثانويّ،  صدر له ديوان "نزيف الحروف" 2009 عن اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين، شارك في عدة مسابقات أدبية وطنية ونال عدة جوائز قيمة، في مسابقة "شاعر الرسول" و"جائزة المديح النبوي" و"جائزة الإبداع" ، يعمل حاليا مستشارا تربويا بانواكشوط الشمالية، وقد ألقى بعضا من أشعاره، حيث جاء نصه الموسوم ب"جلاء" جاء فيها:
تشرين... وانفتح المدى أسفارا
كيما يحطم ذكره الأسوارا
ويزيح عن وجه القصيد قتامة
فيصافح الحرف العصي النارا.
إلى أن يقول:
مدن العجائب ملحها حلوٌ وفي
إشراقها نهب الدجى أنوارا
هذي بقايا من معارك أسكرت
يأبى التذكر أن تكون قفارا.

كما صعد المنصة الشاعر أبو بكر بلال من مواليد مدينة روصو، 1963 وبها تلقى تعليمه التقليدي والنظاميّ، حافظ للقرآن العظيم، وحاصل على المتريز في الفلسفة 1993 من جامعة نواكشوط، نال عدة تكريمات من طرف عديد المؤسسات الثقافية والجهات الإعلامية بالبلد، يعمل حاليا رئيس مصلحة الترجمة والإعلان في مصلحة إسكان، وقد تلا من أشعاره عدة نصوص، جاء من بينها نصه " بوح السنين" الذي أورد فيه:
روحي بحبك طول الدهر مفتونه
وبالغرام الذي فجّرت مسكونه
وفي مداك ترانيمي وأخيلتي
تراقصت من حميّا الوجد مجنونه
فجر انبلاجك يغريني بعربدة
فترتميفي دلال العشق مفتونه
ستون عاما دواويني أرتّلها
بقصة في شغاف الصدر مسجونهْ
فطبْ مقاما.. فشنقيط الإباء سمت
زهوا وجذوتها بالخير مشحونه

كما تناوب على المنصّة شعراء ومبدعون هم: منير والأمين الطالب محمد ومحمد مولود وكمال الدين الحسن، وقد حضر الأمسية جمهور متنوع من الشعراء والكتاب والإعلاميين