نظّم بيت الشّعر نواكشوط مساء اليوم السّبت 20 يوليو 2024 أمسية ثقافيّة ضمن سلسلة "مقاربات نقديّة" الّتي تهدف إلى مواكبة الإبداع الثقافيّ والفكريّ الذي تشهده السّاحة، بالموازاة مع سعي بيت الشّعر الحثيث إلى رعاية المبدعين وجعله منبرا ثابتا لتنمية الفكر والثّقافة واستقصاء الأعمال الفنّيّة بتنوّع مشاربها وخلفياتها. وتناولت النّدوة موضوع "المسرح الموريتانيّ: الواقع والآفاق" مستضيفة شخصيتين مسرحيتين هما: د. محمد فال عبد الرحمان، وأ. التّقيّ عبد الحيّ سعيد، فيما أدار الجلسة البروفسير عبد الله السيّد مدير بيت الشّعر-نواكشوط، الّذي مهّد للمحاضرين حول تاريخ المسرح في الآداب العالميّة ثمّ انتقاله إلى المجتمع العربيّ إبّان العصر الحديث وتلاقح الحضارات ثقافيّا وفكريّا.
وقد أحال الكلمة أوّلا إلى المحاضر الدكتور محمد فال عبد الرحمان وهو دكتور وباحث جامعيّ من مواليد 1956بمدينة أبي تلميت، حصل على شهادة الدّراسات المعمّقة من جامعة الرباط 1987، وشهادة دكتورا في المسرح من ذات الجامعة 2015، مشتغل بفنّ المسرح وأدبه، كما له عديد البحوث الهامّة بمجاله من قبيل: "المتلقي الأعزل في مواجهة الإعلام الأجنبي" و "السينما العربية الجادة واليازرلي" و" الرواية الوجودية كما تعرضها "الغريب" لآلبيركامي".
وقد عبّر محمد فال عبد الرّحمن في محاضرته إلى بدايات تشكّل المسرح الموريتانيّ والتّحدّيّات التي واجهته والقضايا الّتي كانت من صلب اهتمامه، مبرزا قلق الانطباع الاجتماعيّ السّلبيّ المعترض لهذا اللّون الثقافيّ الخصيب خلال بداياته، ثمّ غياب الدّعم الكفيل بتفجير طاقات مسرحيّة متتالية، مبديا خوفه المستقبليّ من فتور عسير قد يعترض المسرح الوطنيّ الذي لم يبرح بعد إرهاصات النّشأة.
فيما أحيلت الكلمة ثانيا إلى المحاضر الأستاذ التّقيّ عبد الحيّ سعيد، وهو أستاذ من مواليد 1967 بالمذرذرة، حاصل على شهادة الإجازة المسرحيّة من المعهد العالي للفنون المسرحيّة بجامعة تونس 1995، بالإضافة إلى تلقّي تدريبات فنّيّة وعلميّة من مراكز ومعاهد وهئيات مسرحيّة وسينمائيّة بتونس لأكثر من عقد، مشتغل بالمسرح الموريتانيّ كان من أوائل الأوائل الذين أسّسوا المسرح الوطنيّ وطوّروا من أدائه ورسالته، يدير مركز "فنون الأداء الموريتانيّ" فى إطار الشّراكة بين وزارة الثقافة والهيئة العربيّة للمسرح .
وقد تحدّث في كلمته عن ضرورة إنشاء مؤسّسات حكوميّة تعبر بالمسرح الوطنيّ إلى الآفاق المرجوّة، مشيرا إلى أبرز المحطّات التاريخيّة للمسرح الموريتاني وأهم التجارب التي نشطت على مختلف المراحل.
وأبرز الأستاذ التقي الدور الكبير الذي قامت به إمارة الشارقة، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من أجل دعم المسرح الموريتاني مستعرضا عديد التجارب في مجال المسرح المدرسي، ومهرجان المسرح الموريتاني.
وقد عبر عن شكره لهذا الدعم السخي ماديا ومعنويا شاكرا جهود الهيئة العربية للمسرح في الشارقة.
ليختم محاضرته بالقول "إن غياب الدعم والتكوين وغياب المنافسات سواء الوطنية والدولية وانعدام الفضاءات من أكبر العوائق التى تحول دون تطور المسرح الموريتاني"
وعلى هامش النّدوة قدّم عديد الحاضرين كلمات في السّياق تتطرّق في مجملها إلى العوائق والتحدّيات التي ما تزال بحاجة إلى حلول كاشفة ترقى بالمسرح الموريتانيّ فنّا ورسالة إلى العالميّة.
واختمت الأمسية بصورة تذكاريّة جماعيّة، وسط حضور متنوّع من الدكاترة والأساتذة والباحثين الجامعيّين وجمهور من المسرحيّين وعشّاق المسرح وروّاد بيت الشعر.